تعامل كتعامل الحبيب عليه الصلاة والسلام

تكون أقوى الناس قدرة على استعمال مهارات التعامل مع الآخرين عندما تتعامل مع كل أحد تعاملاً رائعاً يجعله يشعر أنه أحب الناس إليك
فتتعامل مع أمك مثلاً تعاملاً رائعاً مشبعاً بالتفاعل والأنس والاحتفاء إلى أنها تشعر أن هذا التعامل الراقي لم يلقه أحد من قبلها
ومثل ذلك عند تعاملك مع أبيك , مع زوجتك , أولادك , زملائك
كل هؤلاء تستطيع أن تجعلهم يجمعون على أنك أحب الناس إليهم
إذا أشعرتهم أنهم أحب الناس إليك

وقد كان المصطفى صلى الله عليه وسلم قدوة في ذلك
إذ أنه كان يتعامل بمهارات أخلاقية راقية
فيعامل كل أحد يلقاه بمهارات من احتفاء وتفاعل وبشاشة
حتى يشعر ذلك الشخص أنه أحب الناس إليه
ومن نظر في سيرته صلى الله عليه وسلم وجد أنه كان يتعامل مع الناس بقدرات أخلاقية
ملك بها القلوب
فلم يكن يتصنع هذه الأخلاق أمام الناس
فإذا خلا بأهل بيته انقلب حلمه غضباً ولينه غلظاً
لا ما كان بساماً مع الناس عبوساً مع أهل بيته
لا بل كانت أخلاقه سجية , يتعبد الله تعالى بها كما يتعبد بصلاة الضحى وقيام الليل
يحتسب ابتسامته قربة , ورفقه عبادة , وعفوه ولينه حسنات
إن من اعتبر حسن الخلق عبادة تحلى بها في جميع أحواله
في سلمه وحربه وصحته ومرضه , بل وفرحه وحزنه
فكم من أولئك الذين نسمع عن حسن أخلاقهم وكرمهم وتبسمهم وجميل معاشرتهم للآخرين
أما مع أقرب الناس إليهم وأعظم الناس حقاً عليهم فجفاء وهجر
نعم خيركم خيركم لأهله
وهناك عدد من الناس اليوم أخلاقهم تجارية
فالغني فقط هو الذي تكون نكته طريفة فيضحكون عند سماعها
وأخطاؤه صغيرة فيتغاضون عنها
أما الفقراء فنكتهم ثقيلة يسخر منهم عند سماعها
وأخطاؤهم جسيمة يصرخ بهم عند وقوعها
أما حبيبنا صلى الله عليه وسلم فكان عطفه على الغني والفقير سواء

قال أنس رضي الله عنه : كان رجل من أهل البادية اسمه زاهر بن حرام
وكان ربما جاء المدينة في حاجة فيهدي النبي صلى الله عليه وسلم من البادية شيئاً من أقط أو سمن
فيجهزه رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج إلى أهله بشيء من تمر ونحوه
خرج زاهر رضي الله عنه يوماً من باديته فأتى بيت النبي صلى الله عليه وسلم فلم يجده
وكان معه متاع فذهب للسوق
فلما علم به النبي صلى الله عليه وسلم مضى إلى السوق يبحث عنه فأتاه فإذا هو يبيع متاعه والعرق يتصبب منه وثيابه ثياب أهل البادية
فاحتضنه صلى الله عليه وسلم من ورائه وزاهر لا يبصره ولا يدري من أمسكه
فحاول زاهر أن يتخلص من القبضة وجعل يلتفت وراءه
فرأى النبي صلى الله عليه وسلم فاطمأنت نفسه
وصار يلصق صدره بصدر النبي صلى الله عليه وسلم
فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يمازح زاهراً ويقول :
من يشتري العبد ؟ من يشتري العبد ؟
فنظر زاهر في حاله فإذا هو فقير كسير , لا مال ولا جمال
فقال : إذاً والله تجدني كاسداً يا رسول الله
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
لكنك عند الله لست بكاسد , أنت عند الله غالٍ
فلا عجب أن تتعلق قلوب الفقراء به صلى الله عليه وسلم وهو يملكهم بهذه الأخلاق
فكم من فقير تبسمت في وجهه وأشعرته بقيمته واحترمته فرفع في ظلمة الليل يداً داعية يستنزل لك بها الرحمات من السماء
" رب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره "
*******
بالرفق واستعمال مهارات التعامل والإقناع
تستطيع أن تحقق ما تريد
وأن تكسب قلوب الجميع

ما اروعها من اخلاق عظيمة ملأت ارجاء الكون
اقدم شكري ومحبتي لك عزيزتي شذا

كفا هذه الأخلاق روعة أنها من أخلاق رسول الله
وكم يضيع المسلمون على أنفسهم من خير بعدم التخلق بأخلاق النبوة؟؟

اللهم اجمعنا مع نبيك على الحوض الشريف واسقنا من يده الشريفة شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبدا

» مع الحبيب المصطفى
» ( سجل حضورك بالصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام )
» فوائد الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم..
» كيف تعامل امك
» أبي الحبيب شكرا لك