ما يستجلب الإخاء والمودة
قال تعالى
" فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا
غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ
وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ
فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159)
" آل عمران "
قيل: مَن لانت كَلِمته وَجَبت محبّتُه. وقيل ثلاث تثبت لك الوًدَّ في صَدْرِ أخيك: أن تَبدأه بالسَّلام، وتُوسع له في المَجْلس، وتَدْعوه بأحبّ الأسماء إليه.
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « لاَ
تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلاَ تُؤْمِنُوا حَتَّى
تَحَابُّوا. أَوَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى شَىْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ
تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلاَمَ بَيْنَكُمْ ». صحيح مسلم
وقال صلى الله عليه وسلم : « تهـادوا تحـابوا ». الادب المفرد - حديث حسن
وعن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم « المؤمن يألف ويؤلف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف وخير الناس أنفعهم للناس ». ( صحيح الجامع 6662 )
وعَنْ أَبِى ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ قَالَ لِىَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم « لاَ تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ ».صحيح مسلم وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : « تبسمك في وجه أخيك صدقة » "صحيح ابن حبان "
(تبسمك في وجه أخيك) أي في الإسلام (لك صدقة)
يعني إظهارك له البشاشة والبشر إذا لقيته تؤجر عليه كما تؤجر على الصدقة ،
قال ابن عيينة : والبشاشة مصيدة المودة والبر شئ هين وجه طليق وكلام لين
وفيه رد على العالم الذي يصعر خده للنا س كأنه معرض عنهم وعلى العابد الذي
يعبس وجهه ويقطب جبينه كأنه منزه عن الناس مستقذر لهم أو غضبان عليهم قال
الغزالي ولا يعلم المسكين أن الورع ليس في الجبهة حتى يقطب ولا في الوجه
حتى يعفر ولا في الخد حتى يصعر ولا في الظهر حتى ينحني ولا في الذيل حتى
يضم إنما الورع في القلب." فيض القدير"
قال رجلٌ لمُطِيع بن إياس: جِئّتُك خاطباً مَوَدَّتك؛ قال: قد زَوَّجتكها على شرط أن تجعل صَداقها أن لا تَسمع فيَّ مقالَ الناس. ولابن أبي حازم:
ارْضَ من المَرْءِ في مَــوَدَّته ... بما يُؤدي إليكَ ظاهرُه
مَن يَكْشِف الناسَ لا يَرى أحداً ... تَصِحّ منه له سَرائرُه
وعن المقدام بن معدي كرب قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: « إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه أنه أحبه ».صحيح الادب المفرد
وعن مجاهد قال: لقيني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ بمنكبي من ورائي. قال: أما إني أحبّك. قال: أحبك الله الذي أحببتني له. فقال : لولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « إذا أحب الرجل الرجل فليخبره أنه أحبه ». ما أخبرتك. صحيح الادب المفرد
وفي
سنن أبي داود عنه أنس بن مالك رضي الله عنه: « أَنَّ رَجُلاً كَانَ عِنْدَ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ
اللهِ إنِّي لأُحِبُّ هَذَا، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:
أَعْلَمْتَهُ قَالَ: لاَ. قَالَ: أَعْلِمْهُ. قَالَ: فَلَحِقَهُ، فَقَالَ: إِنِّي أُحِبُّكَ فِي اللهِ، فَقَالَ: أَحَبَّكَ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي لَهُ ». "صحيح"
ويستحب لمن قال له إنسان: إني أحبك في الله، يقول في جوابه نحو:
أحبك الله الذي أحببتني له , أحبك الله الذي أحببتني فيه.
اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ وَجَمِيعِ سَخَطِكَ